|
#1
|
|||
|
|||
![]() الفضول والتطفل من الأمراض الخطيرة والعلل النفسية المنتشرة بشكل ملحوظ في كل المجتمعات وفي كافة المنتديات (التطفل...!!) والذي يدعوني للحديث عنه هنا اليوم أنه - مع بالغ الأسف - أصبح من أكبر الأمراض النفسية... التي أصابت الأخلاق، وسممت الأجواء وأثارت الحزازات والفتن والعداوات والانشقاقات داخل المجتمع الواحد، فلا يخلو مجتمع ما من متطفل همَّه السؤال عن ما لا يعنيه والبحث عن أخبار الآخرين، ونقلها بعد تحريفها بالزيادة أو النقص، فالمجتمعات العائلية، والمؤسسات الحكومية والأهلية قد بُليت بواحد أو أكثر مصاب بتلك الآفة الخطيرة.. ألا وهي آفة التطفل، وقبل معالجة تلك الآفة الخطيرة يحسن الوقوف على الفرق بينها وبين الفضول.ماذا يعني الفضول؟ وهل هو ضروري للإنسان؟ وما منافعه وما أضراره؟ وما الفرق بين الفضول والتطفل؟ في الواقع كل إنسان لديه قدر معين من الفضول يدفعه لمعرفة الأمور المختلفة، فكل إنسان لديه حب استطلاع ورغبة في المعرفة والبحث والاستكشاف، وهذا قطعاً أمر نافع ومفيد، ولكن ذلك يختلف تماماً عن التطفل الذي يعني حب المرء معرفة أسرار الناس، أو الاطلاع على أشياء لا تخصه وليس له شأن فيها، فهذا أمر ضار وسلوك سيئ ولا شك، وأسلوب لا يحبه كل عاقل. قد يكون الفضول أمراً ضرورياً عندما يستغله الإنسان في تعلُّم شيء ينفعه ولا يضر الآخرين به مثل البحث والتنقيب والاكتشاف، فهذا الفضول الممدوح يجعل الإنسان ينمي عقله ويتعلم ويدرك ما هو صحيح، وينتفع بشيء مفيد، أما المتطفل فليس لديه مانع أن يتجسس على الآخرين، ليتعرف على أسرارهم، والتطفل في الأصل هو دخول المرء على طعام الغير ليأكل منه من غير إذنه ولا رضاه، وأكل الضيف زائداً على الشبع من غير أن يعلم رضا المضيف بذلك، ويدخل فيه إكثار الإنسان الأكل من مال نفسه بحيث يعلم أنه يضره ضرراً بيّناً والتوسع في المآكل والمشارب شر وبطر... وقد ورد التطفل عند العرب وأصله في الجاهلية أن يكون الإنسان في كل بيت، سواء دعاه الناس أم لم يدعوه، يحضر الولائم متبرعاً بالحضور، ليس عنده أي ظرف.. أو أي شاغل يؤخِّره عن الحضور..!!وقد ألَّف ابن الجوزي في الطفيليين كتاباً وألَّف فيهم الخطابي صاحب كتاب العزلة، وألَّف فيهم كثيرون غيرهم من أهل العلم. والتطفل المعنوي يُعد آفة من آفات النفس البشرية، ويعني حب معرفة أسرار الغير، وتتبع خصوصياته، سواء عن طريق السمع والتصنت، أو الكلام والتحدث، أو حتى عن طريق القراءة أو الكتابة، بأسلوب مباشر أو غير مباشر، والتطفل بهذا الوصف صفة سيئة، وسلوك خاطئ، وخلق ذميم غير مرغوب فيه سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية، وهو في الواقع آفة قبيحة تُوقع الحرج للناس وتتسبب في مضايقتهم، وجلب القلق والإزعاج لهم !!وينبغي للناس أن يحترموا خصوصيات الآخرين وأسرارهم، حتى في محيط الأسرة والعائلة، فليس من حق الأب أو الأم أن يفتح خطابات الابن مثلاً، وليس من حق الزوج أو الزوجة أن يعبث أحدهما في جيوب أو أدراج أو أوراق الطرف الآخر، ليس من حق أحد أن يتسمَّع حديثاً ليس له أن يسمعه، وليس من حقه أن يرى خفية ما لا يجوز له رؤيته، فكل هذا لون من ألوان التجسس على الآخرين لا يليق بالمسلم صاحب الخلق الرفيع أن يفعله! ومن صفات المتطفل أنه لحوح، فهو يلح على غيره بكثرة الأسئلة والاستقصاء، وغالباً يحاول أصدقاؤه ومعارفه أن يهربوا منه ومن أسئلته الكثيرة وتطفله المزعج، وقد يغضب من هذا ويعاتب هذا، وهم في خجل من مكاشفته بتطفله، وبعدم رغبتهم في الإجابة على أسئلته واستفساراته واستقصاءاته. وأحرج المواقف أن يلتقي المتطفل بإنسان حي خجول...!! فهذا المسكين لن يستطيع أن يصده، ربما يستطيع أن يغيّر مجرى الحديث ليهرب من الأسئلة المتطفلة، وهكذا قد يخرج من الحرج! لكن المتطفل المزعج سيرى كل هذا الحرج ولكنه لن يبالي، لأنه يريد أن يعرف الأخبار، بل وربما تمادى في تطفله كي يعرف أسباب هذا الحرج! ومن العجيب أن المتطفل لا يكتفي بمعرفة أسرار الشخص الذي أمامه فقط، وإنما يستدرجه ويحاول أن يعرف منه أسرار غيره!! إنه لا يسأل الشخص عن نفسه فقط، وإنما يسأله عن الآخرين كذلك..!! ماذا قلت لهم، وماذا قالوا لك؟ وماذا فعلوا؟ وما شعورهم في الموقف الفلاني؟ وكيف كان تصرفهم؟ وما رأيهم؟ وما علاقتهم بك؟ وماذا عن عائلتهم وأصدقائهم وباقي خصوصياتهم؟! كل ذلك قد يفعله المتطفل بطريقة لبقة محرجة، أو بأسلوب فج مزعج دون أدنى إحساس!!والمتطفل ترى حواسه دائماً غير هادئة، ونظراته متحفزة وغير مستقرة، وغير محتشمة وغير أمينة، وقد تكون مكشوفة يلاحظها غيره.. وكذلك مسامعه تكون مرهفة وموجهة كالهوائي لالتقاط أي حديث بين اثنين..!! كما أن قدميه تكونان غير مستقرتين، فهو يجول هنا وهناك، ويسأل، أو يتسمَّع، أو يحشر نفسه بطريقة غير لائقة وسط أحاديث لم يُدْعَ لها، وقد يتدخل في علاقات ليس من حقه أن يعرفها، وربما كانت علاقات عائلية في منتهى السرية بين أب وأبنائه، أو علاقات بين زوج وزوجته، أو علاقات بين صديقين، أو أسرار خاصة بالعمل لا يجوز إفشاؤها.. والمحير فعلاً أن المتطفل لن يستفيد من هذا كله شيئاً، ولا شك أنه لن يستطيع الاحتفاظ بسرية ما يسمع.. بل سيذيعه في الناس بكل وسيلة ممكنة...ويكفي المتطفل زاجراً عن تطفله واتباعه لعورات الناس قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه ابن عباس - رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته» (رواه ابن ماجة والترمذي).. وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (رواه الترمذي وصححه الألباني).. وإني أنصح كل إنسان متطفل بهذه النصائح الغالية قبل أن يندم ولات حين مندم!! تعوَّد أن تحترم خصوصيات غيرك، وأن تقتنع بأن لكل إنسان أسراره الخاصة التي يجب أن يحتفظ بها لنفسه، ولا يقولها حتى لأعز أصدقائه، فكما أن لك أسرارك فللآخرين أيضاً أسرارهم. - اسأل نفسك باستمرار: ما شأني بهذا الأمر؟ وهل من حقي التدخل فيه؟ قل هذا لنفسك بدلاً من أن يتجرأ عليك غيرك فيقوله لك ويحرجك. - إن سألت أحداً عن شيء خاص به أو بغيره، ووجدته غير مستعد للإجابة، أو تهرَّب في إجاباته محاولاً غلق الموضوع، فلا تلحّ عليه بسؤالك. - لا تحاول أن تقرأ خطابات غيرك، أو تعبث في أوراقه الخاصة، أو كتبه ومذكراته، وإن وقع في يدك شيء من هذا فكن أميناً، ولا تحاول أن تطلع على ما ليس من حقك إلا بإذن صاحبه. -كن عفيف النظر، عفيف السمع، عفيف اليد. -احرص على أحبابك وأهلك وأقاربك ومعارفك وأصدقائك وزملائك، حتى لا تفقدهم بسبب تطفلك عليهم وإزعاجك لهم بملاحقتهم في شؤونهم الخاصة. س1 : ما ارأئكم بتلك الفئة من الفضولين والمتطفلين ؟ س2:ماهو رده فعلك لو جلست مع احد منهم وبدا بالتدخل والاسئله بالامور الخاصه بك ؟ س3 :كيف تتعامل معهم ؟ س4:اذا بدات بالانزعاج منهم هل تخبره بالمصارحه بان هذا الامر يضايقك ام تصمت حتى لاتخسره ؟ س4:بماذا تنصحهم ؟ اتمنى من الجميع المشاركه وشكرا منقول التعديل الأخير تم بواسطة حور ; 07-15-2014 الساعة 05:44 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الساعة الآن 06:54 PM