![]() |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ولاهثٍ وراء ملذاتها وشَهَوَاتِها ، ومِن مُنصرفٍ عنها زاهِدٍ فيها ، ولا يُلقِي لها بالاً ، ولا يُقيمُ لها وزناً . الدُّنيَا : منهم مُقتصِدٌ في شأنِها ، فآخِذٌ منها بقَدرٍ يُعينُه على أمر دُنياه وأُخراه ، ﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ البقرة / 201 . الدُّنيَا : ورد في لَفظُها في القُرآن في مِائةٍ وخمسة عشر مَوضِعاً ، ورد في جميعها مُجرَّداً عن الإضافة إلى أيِّ ضمير . وورد هذا الَّلفظُ مُضافاً إلى خمسة أوصاف . الدُّنيَا : مِمَّا أُضِيفَ إليها وَصْفُ ( متاع ) في ثمانية مَواضِع ، وأُضِيفَ إلى وَصف ( العَرَض ) في ثلاثة مَواضِع . و ( العَرَض ) يعني : متاع الدُّنيا قلَّ أو كَثُر . الدُّنيَا : مِمَّا أُضِيفَ إليها وَصف ( الزِّينة ) في مَوضِعَين . وأُضِيفَ إليها وَصف ( الزَّهرة ) في مَوضِعٍ واحد . وأُضِيفَ إليها وَصف ( الحَرْث ) في مَوضِعٍ واحد . فهذه خمسةُ أوصاف . الدُّنيَا : الأوصافُ الخَمسةُ التي أُضِيفَت إليها ، تدورُ حول ما أودعه اللهُ فيها مِن مُغرياتٍ ومَفاتِن ؛ ابتلاءً للعِباد ، ويتَّضِحُ أمرُ طالِبِ الآخرة مِن طالب الدُّنيا . الدُّنيَا : باستقراء مِواضِع لفظ ( الدُّنيا ) في القُرآن ، نَجِدُه إمَّا التحذير منها ، أو تفضيل الآخرة عليها ، أو الأخذ بنصيبٍ منها ، مع جَعل الآخرة المَقصد الأهم . الدُّنيَا : خَمسٌ وعشرون آيةً تُحذِّرُ العَبدَ مِن مُغرياتها ، وتَصِفُها بمتاع الغُرور . فهِيَ مَتاعٌ يَستخدمُه الإنسانُ في هذه الحياةِ ، إلى أن يَصِلَ إلى دار القرار . الدُّنيَا : وَصَفها القُرآنُ بدَورةِ الزَّرع ، تبدأ بقَطراتٍ مِن الماءِ ، ثم تنتهي بالهَشيم ، الذي تطيرُ به الرِّياحُ ، فتَذْرُوه هُنا وهُناك ، كأن لم يَكُن شيئاً مَذكوراً . الدُّنيَا : ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ﴾ الكهف / 45 ؛ أي أنَّها فانيةٌ لا باقية . الدُّنيَا : آياتٌ ربَّانِيَةٌ تٌقَرِّرُ بكُلِّ وضوحٍ وقُوَّةٍ وصَراحةٍ قِصَر هذه الحياة الدُّنيا ، وتفاهتها ، وتضاؤلها في جَنْبِ الحياة الآخِرة ، التي يَعتبِرُها الحياةَ الحقيقية . الدُّنيَا : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ الحديد / 20 ، إلى ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ الحديد / 20 . الدُّنيَا : بمَباهِجها ومَفاتِنها تبدو حُلْوَةً جَميلةً ، كالنباتِ الأخضر ، لكنْ سُرعان ما تغدو حُطاماً لا قِيمةَ لها ولا وَزن ، كحال الزَّرعِ حِين يَذبُل ويَصفَرّ . الدُّنيَا : وَصَفها اللهُ - سُبحانه وتعالى - بأنَّها مَتاعُ الغُرور ؛ لأنَّها تَغُرُّ العِبادَ بالمُغريات ، وتُغَرِّرُ بهم إلى طريق الشَّهَوَاتِ ، فقال : ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ الحديد / 20 . الدُّنيَا : فَرِحَ بها بعضُهم ، مع أنَّها لا تَستحِقُّه ، فمَتاعُها يَفنَى ، فلا تعلّق بها ، بل نَحذَر منها ، ﴿ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ الرعد / 26 . الدُّنيَا : حَذَّر سُبحانه عِبادَه مِن الانجرار وراءَ مَفاتِنها الزَّائِفة ، والانكباب على زَخارفها الفانية ؛ لأنَّها ستحرمهم ما أعدَّه لهم في الجنة لو فُتِنُوا بها . الدُّنيَا : مَن كان طالِباً لِمَنافِعها ، ولاهِثاً وراءَ زِينتها ، دُون آخِرته ، فإنَّ اللهَ يُمِدُّ له فيها ، ويُعطِيه إيَّاها ، استدراجاً له ، ثم تكونُ خَسارتُه في الآخرة . الدُّنيَا : يُحَذِّرُ اللهُ - سُبحانه - الناسَ ، وهو خالِقُها للابتلاءِ ، مِن الغرور بهذه الدار الفانية ، ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ لُقمان / 33 . الدُّنيَا : مِن طبيعتها أن تَغُرَّ مَن فيها بمَتاعها وشَهَوَاتِها ومَلَذَّاتِها ، ومِن طبيعة النَّفْسِ المَيْلُ لهذه الأمور ، والتَّشَوُّقُ إلى الأخذِ منها ، ولكن التقوى يُقَوِّمُها . الدُّنيَا : القُرآنُ الكريم يَذم ويُشنِّعُ على مَن يُؤثِرُ الدُّنيا الفانية العارِضة ، على الآخِرة الباقية الخالِدة ؛ لأنَّ بها خسارة الجنة والنعيم الخالِد . الدُّنيَا : ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ النازعات / 37 - 39 ، ووصف سُبحانه السَّوادَ الأعظمَ مِن عِباده بِمَحَبَّتِهم لها ، ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ الأعلى / 16 . الدُّنيَا : حقيقتُها دارٌ للابتلاءِ والاختبار ؛ لِتَمييز مَن أحسَنَ العَملَ ، وجعلها مِدادًا لِمَا بعد المَوت ، ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ المُلك / 2 . الدُّنيَا : بَيَّنَ اللهُ - سُبحانه - الأساسَ الذي ينبغي على المُسلِمِ أن يَجعلَه نُصبَ عينه ، وهِيَ الدَّار الآخِرة ؛ إذْ هِيَ الدَّارُ الحقيقيةُ الباقية ، الجديرة بالسَّعي لها . الدُّنيَا : لا ينبغي للعاقِل التَّقِيِّ الفَطِنِ ، أن يُقَدِّمَ ما يَفنَى على ما يَبقَى . قال تعالى : ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ الأنعام / 32 . الدُّنيَا : الدَّارُ الآخرة عند التحقيق والتدقيق هِيَ الخالِدة ، وما عَدَاها مِن خيراتِ الدُّنيا تزولُ وتبور ، قال تعالى : ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ القصص / 60 . الدُّنيَا : ينبغي على المُؤمنِ حقاً أن يَجعلَ الآخرة هَمَّه الأكبر ؛ لأنَّها خيرٌ وأبقى ، وما كان هذا شأنه ، كان هو الأجدرُ بالاعتناء ، والسَّعي فيه لِسعادةٍ أبديَّة . الدُّنيَا : تَحذيرُ القُرآن مِن الحياة الدُّنيا ، وترغيبُه بالدَّارِ الآخرة ، لا ينبغي أن يُفهَمَ منه أنَّ المُسلِمَ عليه أن يَقِفَ منها مَنبوذًا فيها ، بل له منها نصيب . الدُّنيَا : يَقِفُ المُسلِمُ منها مَوقِفاً مُتَّزِنا ً، بحيثُ يَجعلُها في يَدَيْهِ لا في قلبه ، فيأخذُ منها ما ينفعُ دِينَه وآخرته ، ويُعْرِض عنها في كُلِّ ما يَضُرُّه دُنيا وآخرة . الدُّنيَا : القُرآنُ يُثني على مَن يَجمَعُ بين أمري الدُّنيا والآخرة ، ﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ البقرة / 201 ، ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ ﴾ الأعراف / 156 . الدُّنيَا : مَدَحَ اللهُ - سُبحانه - خَلِيلَه إبراهيم عليه السلام ، فقال : ﴿ وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ النحل / 122 ، فليكن لَكَ مِنها نَصِيبٌ للآخرة . الدُّنيَا : يُخاطِبُ اللهُ - سُبحانه - عِبادَه بالاقتصادِ في طَلَبِها ، والأخذ منها بِقَدر ، فيقول : ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ القَصص / 77 . الدُّنيَا : طَيِّباتُها إذا أُخِذَت باعتدالِ ، أمرٌ لا حَرَجَ فيه ، والحَرَجُ كُلُّ الحَرَجِ إنَّما يكونُ بالإفراطِ في الأخذِ مِن طَيِّباتِها ، وتجاوز ذلك إلى الوقوع في مُحَرَّماتِها . الدُّنيَا : يَذمُّ اللهُ - سُبحانه - الذين يُحَرِّمُونَ ما أحَلَّ اللهُ لِعِبادِهِ مِن الطَّيِّباتِ ، فقال : ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ... ﴾ الآية .. الأعراف / 32 . الدُّنيَا : مِن جُملةِ غايةِ وجودِ الإنسان في هذه الدُّنيا إعمارُها بكُلِّ ما هو نافِعٌ ، واستصلاحُها بكُلِّ ما فيه خير ، فقال : ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ هود / 61 . الدُّنيَا : الحَقُّ فيها السَّعي فيها بمُتطلَّباتِ الدُّنيا ، ومُتطلَّباتِ الآخرة ، ويُلحَظُ الجانِبُ المَادِيُّ للإنسان ، والجانِبُ الرُّوحِيُّ فيها ، مُنضبِطًا بتَقوَى الله ، وحُسنِ عِبادتِهِ . الدُّنيَا : لا تُقَدَّم بإطلاقٍ ويُنكَر أمرُ الآخِرة ، ولا تُقَدَّم الآخرةُ بإطلاقٍ وتُهمَلُ الدُّنيا وما فيها مِن طَيِّباتٍ وخيرات ، بل يأخُذُ مِن هذه لتلك ، لِيَسعَدَ في كِلتيهما . الدُّنيَا : اللهم لا تجعل الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا ، ولا مَبلَغَ عِلمِنا ، ولا إلى النَّارِ مَصِيرَنا ، واجعل الجَنَّةَ هِيَ دارَنا وقَرارَنا ، وآتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخِرةِ حَسنةً . منقول
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم |
#2
|
||||
|
||||
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() يَجعلُها في يَدَيْهِ لا في قلبه ، فيأخذُ منها ما ينفعُ دِينَه وآخرته ، ويُعْرِض عنها في كُلِّ ما يَضُرُّه دُنيا وآخرة . كلمات جميله ونصائح مفيده . اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا
__________________
[flash1=http://im35.gulfup.com/JH2jY.swf]WIDTH=421 HEIGHT=210[/flash1] |
#4
|
||||
|
||||
![]() اللهم لا تجعل الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا ، ولا مَبلَغَ عِلمِنا ، الله يعطيك ألف عافيه , ويجزآك كل خير , ![]() ![]()
__________________
![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]() ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() الدُّنيَا : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ الحديد / 20 ، إلى ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ الحديد / 20 . يجعلك بالجنّة ووالديك () |
#7
|
||||
|
||||
![]() اللهم لا تجعل الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا ، ولا مَبلَغَ عِلمِنا ، الله يعطيك ألف عافيه , ويجزآك كل خير ,
__________________
![]() |
![]() |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الساعة الآن 01:05 AM