العودة   منتدى الصرابطة الرسمي منتديات الصرابطه الإسلامية المنتدى الإسلامي
اسم العضو
كلمة المرور
المنتدى الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-22-2013, 01:05 AM
الصورة الرمزية Hno Al.balawi
Hno Al.balawi Hno Al.balawi غير متواجد حالياً
.:: عضو نشيط ::.
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: تبوك
المشاركات: 72
Hno Al.balawi is a jewel in the roughHno Al.balawi is a jewel in the roughHno Al.balawi is a jewel in the rough
افتراضي الدنيا

الدُّنيَا : تبايَن موقف الناس منها ، فمِن مُنكَبٍّ عليها ،
ولاهثٍ وراء ملذاتها وشَهَوَاتِها ، ومِن مُنصرفٍ عنها زاهِدٍ
فيها ، ولا يُلقِي لها بالاً ، ولا يُقيمُ لها وزناً .



الدُّنيَا : منهم مُقتصِدٌ في شأنِها ، فآخِذٌ منها بقَدرٍ يُعينُه
على أمر دُنياه وأُخراه ، ﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ البقرة / 201 .



الدُّنيَا : ورد في لَفظُها في القُرآن في مِائةٍ وخمسة عشر
مَوضِعاً ، ورد في جميعها مُجرَّداً عن الإضافة إلى أيِّ ضمير .
وورد هذا الَّلفظُ مُضافاً إلى خمسة أوصاف .



الدُّنيَا : مِمَّا أُضِيفَ إليها وَصْفُ ( متاع ) في ثمانية
مَواضِع ، وأُضِيفَ إلى وَصف ( العَرَض ) في ثلاثة مَواضِع .
و ( العَرَض ) يعني : متاع الدُّنيا قلَّ أو كَثُر .



الدُّنيَا : مِمَّا أُضِيفَ إليها وَصف ( الزِّينة ) في مَوضِعَين .
وأُضِيفَ إليها وَصف ( الزَّهرة ) في مَوضِعٍ واحد . وأُضِيفَ
إليها وَصف ( الحَرْث ) في مَوضِعٍ واحد . فهذه خمسةُ
أوصاف .



الدُّنيَا : الأوصافُ الخَمسةُ التي أُضِيفَت إليها ، تدورُ
حول ما أودعه اللهُ فيها مِن مُغرياتٍ ومَفاتِن ؛ ابتلاءً
للعِباد ، ويتَّضِحُ أمرُ طالِبِ الآخرة مِن طالب الدُّنيا .



الدُّنيَا : باستقراء مِواضِع لفظ ( الدُّنيا ) في القُرآن ،
نَجِدُه إمَّا التحذير منها ، أو تفضيل الآخرة عليها ، أو
الأخذ بنصيبٍ منها ، مع جَعل الآخرة المَقصد الأهم .



الدُّنيَا : خَمسٌ وعشرون آيةً تُحذِّرُ العَبدَ مِن مُغرياتها ،
وتَصِفُها بمتاع الغُرور . فهِيَ مَتاعٌ يَستخدمُه الإنسانُ
في هذه الحياةِ ، إلى أن يَصِلَ إلى دار القرار .



الدُّنيَا : وَصَفها القُرآنُ بدَورةِ الزَّرع ، تبدأ بقَطراتٍ مِن
الماءِ ، ثم تنتهي بالهَشيم ، الذي تطيرُ به الرِّياحُ ،
فتَذْرُوه هُنا وهُناك ، كأن لم يَكُن شيئاً مَذكوراً .



الدُّنيَا : ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ
مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا
تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ﴾ الكهف / 45 ؛ أي أنَّها فانيةٌ لا باقية .



الدُّنيَا : آياتٌ ربَّانِيَةٌ تٌقَرِّرُ بكُلِّ وضوحٍ وقُوَّةٍ وصَراحةٍ
قِصَر هذه الحياة الدُّنيا ، وتفاهتها ، وتضاؤلها في جَنْبِ
الحياة الآخِرة ، التي يَعتبِرُها الحياةَ الحقيقية .



الدُّنيَا : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ الحديد / 20 ،
إلى ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ الحديد / 20 .



الدُّنيَا : بمَباهِجها ومَفاتِنها تبدو حُلْوَةً جَميلةً ، كالنباتِ
الأخضر ، لكنْ سُرعان ما تغدو حُطاماً لا قِيمةَ لها ولا
وَزن ، كحال الزَّرعِ حِين يَذبُل ويَصفَرّ .



الدُّنيَا : وَصَفها اللهُ - سُبحانه وتعالى - بأنَّها مَتاعُ
الغُرور ؛ لأنَّها تَغُرُّ العِبادَ بالمُغريات ، وتُغَرِّرُ بهم إلى
طريق الشَّهَوَاتِ ، فقال : ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ
الْغُرُورِ﴾ الحديد / 20 .



الدُّنيَا : فَرِحَ بها بعضُهم ، مع أنَّها لا تَستحِقُّه ،
فمَتاعُها يَفنَى ، فلا تعلّق بها ، بل نَحذَر منها ،
﴿ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي
الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ الرعد / 26 .



الدُّنيَا : حَذَّر سُبحانه عِبادَه مِن الانجرار وراءَ مَفاتِنها
الزَّائِفة ، والانكباب على زَخارفها الفانية ؛ لأنَّها
ستحرمهم ما أعدَّه لهم في الجنة لو فُتِنُوا بها .



الدُّنيَا : مَن كان طالِباً لِمَنافِعها ، ولاهِثاً وراءَ زِينتها ،
دُون آخِرته ، فإنَّ اللهَ يُمِدُّ له فيها ، ويُعطِيه إيَّاها ،
استدراجاً له ، ثم تكونُ خَسارتُه في الآخرة .



الدُّنيَا : يُحَذِّرُ اللهُ - سُبحانه - الناسَ ، وهو خالِقُها
للابتلاءِ ، مِن الغرور بهذه الدار الفانية ، ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ لُقمان / 33 .



الدُّنيَا : مِن طبيعتها أن تَغُرَّ مَن فيها بمَتاعها وشَهَوَاتِها
ومَلَذَّاتِها ، ومِن طبيعة النَّفْسِ المَيْلُ لهذه الأمور ، والتَّشَوُّقُ
إلى الأخذِ منها ، ولكن التقوى يُقَوِّمُها .



الدُّنيَا : القُرآنُ الكريم يَذم ويُشنِّعُ على مَن يُؤثِرُ
الدُّنيا الفانية العارِضة ، على الآخِرة الباقية الخالِدة ؛
لأنَّ بها خسارة الجنة والنعيم الخالِد .



الدُّنيَا : ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ
الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ النازعات / 37 - 39 ، ووصف
سُبحانه السَّوادَ الأعظمَ مِن عِباده بِمَحَبَّتِهم لها ، ﴿ بَلْ
تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ الأعلى / 16 .



الدُّنيَا : حقيقتُها دارٌ للابتلاءِ والاختبار ؛ لِتَمييز مَن
أحسَنَ العَملَ ، وجعلها مِدادًا لِمَا بعد المَوت ، ﴿ الَّذِي
خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾
المُلك / 2 .



الدُّنيَا : بَيَّنَ اللهُ - سُبحانه - الأساسَ الذي ينبغي
على المُسلِمِ أن يَجعلَه نُصبَ عينه ، وهِيَ الدَّار الآخِرة ؛
إذْ هِيَ الدَّارُ الحقيقيةُ الباقية ، الجديرة بالسَّعي لها .



الدُّنيَا : لا ينبغي للعاقِل التَّقِيِّ الفَطِنِ ، أن يُقَدِّمَ ما
يَفنَى على ما يَبقَى . قال تعالى : ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾
الأنعام / 32 .



الدُّنيَا : الدَّارُ الآخرة عند التحقيق والتدقيق هِيَ الخالِدة ،
وما عَدَاها مِن خيراتِ الدُّنيا تزولُ وتبور ، قال تعالى :
﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ القصص / 60 .



الدُّنيَا : ينبغي على المُؤمنِ حقاً أن يَجعلَ الآخرة هَمَّه
الأكبر ؛ لأنَّها خيرٌ وأبقى ، وما كان هذا شأنه ، كان هو
الأجدرُ بالاعتناء ، والسَّعي فيه لِسعادةٍ أبديَّة .



الدُّنيَا : تَحذيرُ القُرآن مِن الحياة الدُّنيا ، وترغيبُه
بالدَّارِ الآخرة ، لا ينبغي أن يُفهَمَ منه أنَّ المُسلِمَ
عليه أن يَقِفَ منها مَنبوذًا فيها ، بل له منها نصيب .



الدُّنيَا : يَقِفُ المُسلِمُ منها مَوقِفاً مُتَّزِنا ً، بحيثُ
يَجعلُها في يَدَيْهِ لا في قلبه ، فيأخذُ منها ما ينفعُ
دِينَه وآخرته ، ويُعْرِض عنها في كُلِّ ما يَضُرُّه
دُنيا وآخرة .



الدُّنيَا : القُرآنُ يُثني على مَن يَجمَعُ بين أمري
الدُّنيا والآخرة ، ﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآَخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ البقرة / 201 ، ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي
هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ ﴾ الأعراف / 156 .



الدُّنيَا : مَدَحَ اللهُ - سُبحانه - خَلِيلَه إبراهيم عليه
السلام ، فقال : ﴿ وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي
الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ النحل / 122 ، فليكن لَكَ
مِنها نَصِيبٌ للآخرة .



الدُّنيَا : يُخاطِبُ اللهُ - سُبحانه - عِبادَه بالاقتصادِ
في طَلَبِها ، والأخذ منها بِقَدر ، فيقول : ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا
آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾
القَصص / 77 .



الدُّنيَا : طَيِّباتُها إذا أُخِذَت باعتدالِ ، أمرٌ لا حَرَجَ فيه ،
والحَرَجُ كُلُّ الحَرَجِ إنَّما يكونُ بالإفراطِ في الأخذِ مِن
طَيِّباتِها ، وتجاوز ذلك إلى الوقوع في مُحَرَّماتِها .



الدُّنيَا : يَذمُّ اللهُ - سُبحانه - الذين يُحَرِّمُونَ ما
أحَلَّ اللهُ لِعِبادِهِ مِن الطَّيِّباتِ ، فقال : ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ
زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ... ﴾
الآية .. الأعراف / 32 .



الدُّنيَا : مِن جُملةِ غايةِ وجودِ الإنسان في هذه الدُّنيا
إعمارُها بكُلِّ ما هو نافِعٌ ، واستصلاحُها بكُلِّ ما فيه خير ،
فقال : ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾
هود / 61 .



الدُّنيَا : الحَقُّ فيها السَّعي فيها بمُتطلَّباتِ الدُّنيا ،
ومُتطلَّباتِ الآخرة ، ويُلحَظُ الجانِبُ المَادِيُّ للإنسان ،
والجانِبُ الرُّوحِيُّ فيها ، مُنضبِطًا بتَقوَى الله ، وحُسنِ
عِبادتِهِ .



الدُّنيَا : لا تُقَدَّم بإطلاقٍ ويُنكَر أمرُ الآخِرة ، ولا تُقَدَّم الآخرةُ
بإطلاقٍ وتُهمَلُ الدُّنيا وما فيها مِن طَيِّباتٍ وخيرات ، بل
يأخُذُ مِن هذه لتلك ، لِيَسعَدَ في كِلتيهما .



الدُّنيَا : اللهم لا تجعل الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا ، ولا مَبلَغَ عِلمِنا ،
ولا إلى النَّارِ مَصِيرَنا ، واجعل الجَنَّةَ هِيَ دارَنا وقَرارَنا ،
وآتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخِرةِ حَسنةً .

منقول
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir