![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]() هي في الأصل أدوات تصلح للخير والشر لكن غلب استعمالها في الشر ، وحتى استخدامها في جانب المباح من ترفيه وغيره زاد عن حده فانقلب شرا لأنه ألهى عن ذكر الله واستهلك الأوقات الثمينة في أمور تافهة ، وأشغل الإنسان عن كثير من واجباته ومصالحه ،هذا إدمان في جانب اللهو ، وهناك إدمان آخر لا يقل خطورة عنه في جانب التجارة والاقتصاد الذي دخل فيه الصغير والكبير والغني والفقير فتعلق الناس به تعلقا أعمى الأبصار وأسر القلوب ، وصدق على كثير من الناس قول الله تعالى:{اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون* ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون* لاهيةً قلوبهم}الأنبياء: ١ - ٣. ولو عقلوا قول الله تعالى:{وما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين}الجمعة: ١١ لما اغتروا بذلك. ولقد أثَّر إدمان وسائل الاتصالات والاقتصاد على صلاة الكثير من الناس، حتى إنك تخشى على صلاتهم من البطلان وعدم براءة الذمة بها ، سئل ابن تيمية عن وسواس الرجل في صلاته وما حد المبطل للصلاة ؟ فأجاب : "الحمد لله ، الوسواس نوعان : أحدهما : لا يمنع ما يؤمر به من تدبر الكلم الطيب والعمل الصالح الذي في الصلاة بل يكون بمنزلة الخواطر فهذا لا يبطل الصلاة ؛ لكن من سلمت صلاته منه فهو أفضل ممن لم تسلم منه صلاته ، الأول شبه حال المقربين والثاني شبه حال المقتصدين . وأما الثاني : فهو ما منع الفهم وشهود القلب بحيث يصير الرجل غافلا فهذا لا ريب أنه يمنع الثواب كما روى أبو داود في سننه عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها إلا ثلثها ؛ إلا ربعها إلا خمسها إلا سدسها حتى قال : إلا عشرها "، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه قد لا يكتب له منها إلا العشر . وقال ابن عباس :" ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها "، ولكن هل يبطل الصلاة ويوجب الإعادة ؟ فيه تفصيل . فإنه إن كانت الغفلة في الصلاة أقل من الحضور والغالب الحضور لم تجب الإعادة وإن كان الثواب ناقصا فإن النصوص قد تواترت بأن السهو لا يبطل الصلاة وإنما يجبر بعضه بسجدتي السهو، وأما إن غلبت الغفلة على الحضور ففيه للعلماء قولان : أحدهما : لا تصح الصلاة في الباطن وإن صحت في الظاهر كحقن الدم ؛ لأن مقصود الصلاة لم يحصل فهو شبيه صلاة المرائي فإنه بالاتفاق لا يبرأ بها في الباطن، وهذا قول أبي عبدالله ابن حامد وأبي حامد الغزالي وغيرهما . والثاني: تبرأ الذمة فلا تجب عليه الإعادة وإن كان لا أجر له فيها ولا ثواب؛ بمنزلة صوم الذي لم يدع قول الزور والعمل به فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش . وهذا هو المأثور عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة واستدلوا بما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إذا أذن المؤذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين؛ فإذا قضي التأذين أقبل؛ فإذا ثوب بالصلاة أدبر؛ فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اذكر كذا .. اذكر كذا ..ما لم يكن يذكر حتى يظل لا يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين" ؛ فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يذكره بأمور حتى لا يدري كم صلى وأمره بسجدتين للسهو ولم يأمره بالإعادة ولم يفرق بين القليل والكثير . وهذا القول أشبه وأعدل ؛ فإن النصوص والآثار إنما دلت على أن الأجر والثواب مشروط بالحضور ولا تدل على وجوب الإعادة لا باطنًا ولا ظاهرًا والله أعلم ]~اهـ < فتاوى ابن تيمية 22/611 > •~••~•~••~•~••~•~••~•~••~• •~••كتاب مفاتح إقامة الصلاة وإخلاص العبودية لله••~• لـ د.خالد اللاحم ~
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() والغي : الخسران أو وادٍ في جهنم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) رواه الطبراني. فماذا ستقول غداً لربك إذا سألك ياعبدي لما أخرت صلاة ؟! فالكل سيشهد عليك {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }النور24 جزاك الله كل خير وبارك في طرحك ونفع بك
__________________
القرآن الكريم كاملا بصوت ماهر المعيقلي (2-1) -Quran http://www.youtube.com/watch?v=OBD6cHeqyEk&sns=tw عبر @youtube التعديل الأخير تم بواسطة حنين الماضي ; 12-11-2013 الساعة 08:20 AM |
#3
|
|||
|
|||
![]() جعلها الله في موازين حساتك |
#4
|
||||
|
||||
![]() |
![]() |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الساعة الآن 03:39 PM