![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() سلمى بنت سعيد وزوجها الالماني وطفليها رواية أشبة بسيرة ذاتية للكاتبة أميرة شرقية عربية وابنة سلطان عربي كبير تخرج قبل اكثر من مائة عام على تقاليد قومها فتتزوج شابا المانيا وتهجر من اجله وطنها وملك ابيها وتترك حياة العز والقصور لتطوح بها الاقدار في ديار الغربة بين لندن وبرلين، وتستبدل حياة الاختلاط والسفور في اوروبا بحياة الحريم والحجاب في الشرق وباسمها العربي السيدة سالمة بنت سعيد اسما اعجميا هو البرنسيس اميلي روث، ثم تضيق بها الحياة بعد عشرين عاما، او تضيق هي ذرعا بالحياة الاوروبية فتحن الى الرجوع الى وطنها الاول، ولكن ابواب العودة تغلق في وجهها فتعكف تكتب باللغة الالمانية قصة حياتها وتجاربها وتستعيد ذكريات بلادها وبني قومها. هذه القصة الغريبة النادرة التي تكاد ان تشبه قصص الخيال والتي ندر من سمع بها في الشرق رغم شيوعها في الغرب والاميرة هي السيدة سالمة ابنة السيد سعيد بن سلطان، سلطان عمان وزنجبار (1804- 1856) وحفيد الامام احمد بن سعيد مؤسس السلالة الحاكمة في عمان صبيّة في غاية الجمال والجاه، ولدت عام ١٨٤٤ ووافتها المنية في غربتها في بلاد الصقيع في عام ١٩٢٤. من هي هذه المجهولة المفقودة يا تُرى؟ هجرت الأميرة أهلها من أجل رجل يعتنق دينا غير الذي تعتنقه؟ بكل بساطة هي الأميرة سالمة بنت سعيد بن سلطان، سلطان عمان وزنجبار وهي سليلة عائلة البوسعيد التي حكمت سلطنة عمان وزنجبار في أواخر القرن الثامن عشر إلى ما بعد ستينات القرن العشرين. هذه الحسناء المفقودة اعتنقت المسيحيّة وعُمِّدت بإحدى كنائس مدينة هامبورج عن ارغام من أهل زوجها الألماني حتى تغدو زوجة صالحة له على سنة الكاثوليكيين وملّة المسيح عليه السلام. وقد تمّ الزواج بكنيسة العذراء بمدينة هامبورج. سالمة أو إيميلي رويتا، اسمان لنفس الشخصية المنحدرة من تلك السلالة التي حكمت في تلك الحقبة زنجبار وسلطنة عمان. لقد أفلحت الأميرة فوثقت قصتها المريرة بنفسها وبلغة غير لغتها وطبعت في أوائل القرن المنصرم وصدرت عنها ترجمة إلى اللغة الإنجليزية؛ وفي الآونة الأخيرة صارت قصتها واقعا معاش، إذ نجد الكثيرات من أولئك النسوة اللائي تركن دينهن بسبب العشق والحبّ !! تسرد سالمة في هذا الكتاب قصتها مع زوجها الذي لم يدم لها طويلا وابنيها، الذي صار أحدهما بروفسيرا في مادة التاريخ الشرقي المختص بسلطنة عمان. شاءت الظروف أن هجرت سالمة قصر أبيها ورغد العيش في كنفه هاربة من زنجبار إلى اليمن ومنه إلى مارسليا ثم إلى مسقط رأسها الجديد بمدينة هامبورج الألمانية، لتعيش مع من اختارته لكن أياد القدر لم تسعدها كثيرا - فتوفى الله الزوج في سن مبكرة بعد سنة ونصف من الزواج وكان قد عمل تاجرا ووكيلا لشركة ألمانية تبيع منتجاتها في أفريقيا وبعض مناطق الوطن العربيّ. ولدت الأميرة سالمة بجزيرة زنزبار من أم شركسية وتوفيت بمدينة يينا بألمانيا الشرقية بعد أن فرق الموت بينها وبين زوجها فصارت، بعد عز وجاه ورفاهية، غربية الوجه واليد واللسان وعديمة الأهل والمال والدين. لقد بدأت القصة هكذا: حينما بلغت سالمة سن الثانية والعشرين من عمر الزهور تعلق قلبها بأحد التجار المسيحيين من أبناء الألمان الذين قصدوا الديار العربية لبيع بضائع ألمانية من جهة، وبسبب جلب البضائع الشرقية التي كانت تفتقد إليها أوربا حينذاك من جهة أخرى. أحبته من أول وهلة عندما رأته بالقصر..طلبت الأميرة سالمة ذات يوم من جواريها وخدمها أن يعدّوا لها زورقا صغيرا وخفيفا لتستحم بمناسبة العام الجديد. فأعد هؤلاء الزورق واستقلته الأميرة العاشقة واندفعت به إلى البحر حتى وصلت إلى السفينة الإنجليزية فأنزل لها القبطان السلم في الحال ورفعت السفينة مرساها فورا وكان القبطان على علم بخطة هروبها إذ أنها أخبرته في رسالة سالفة بالخطة التي دبرتها للهروب بسبب علاقتها مع عشيقها. ولما رأتها الجواري صاعدة إلى السفينة حسبتها قد اختطفت فصرخن ولكن السفينة قد اقلعت بعيدا، وحينا وصلت إلى عدن نزلت عن متنها الأميرة سالمة وبقيت مدة من الوقت تنتظر حبيب العمر الذي هربت من أجله ومعه بعد التمّ الشمل في عدن. كان اللقاء في تلك المدينة اليمنيةوشدّت الرحال مع عشيقها على متن الباخرة الإنجليزية "هاي كلاير" إلى حيث لا تدري، إلى حيث الحبّ وحيث اللاوطن!! أرستها السفنية في مدينة مارسليا مع عشيقها هاينرش رويتا، التاجر الألماني الذي تزوجها بعد ذلك وأنجب منها طفلين. كان ثمن حبها أن أُجبرت بدخول المسيحية قبل الاقتران، وما كان منها إلى أن تذعن لرغبة الأهل ورجال الدين. تمّت الزيجة ولكن لم يدم سعدها به طويلا فقد تُوفي زوجها الثري بعد قرابة السنة والنصف من الزواج ولم تستطع الحصول على الورثة العظيمة التي تركها وراءه، حيث حكمت المحكمة بعدم مقدرتها، لكونها امرأة وحيدة في ذاك الزمان الغابر، بأن ترثه. أجادت إيميلي رويتا اللغة الألمانية إلى درجه مدهشة فكانت تعبّر من خلالها عن حزنها الدفين وفقدها للوطن، الذي كان يتمثل لها في فقد أهلها ودينها الذي تركته صاغرة رغما عنها. خرج هذا الكتاب في مطلع القرن الماضي ونفذت الطبعة الأولى على الفور وجاءت الطبعة الجديدة بالمكتبات الألمانية قبيل أعوام، في سنة ٢٠٠٦ وبها توثيق لحياتها التي عاشتها ببلاط السلطان بزنجبار، وتدوين لدنياها التعيسة المتأرجحة بين الحب وفقدان الروح. تجدها تكتب والدمع يتقطر بين الأسطر نادبة حظها العاثر حينا جارت الدنيا عليها فأصبحت مسيحية فقيرة دون رجل أو أهل يدفعون عن ضيمها ويضمدون جرحها الغائر. ماتت إيميلي رويتا (سالمة) في عام ١٩٢٤ ودفنت في مقابر المسيحيين بمدينة يينا بألمانيا الشرقية وتركت رسالة أخيرة على قبرها وكأنها تحدّث الأهل: "كل شيء يفنى إلا حبّ الوطن، فهو شعلة في القلب.". كانت الأميرة سالمة هي آخر من مات من بين أبناء السلطان سعيد، ومن أولادها رودلف سعيد رويتا، وقد عاش في إنجلترا وعمل محاضرا في الجامعة لمادة التاريخ واشتغل بالتأليف وبخاصة في تاريخ عمان وفيما يتعلق بسيرة جده السلطان سعيد وقد جاء إلى زنجبار في مارس ١٩٣٠ ليرى أهله ومن بقي منهم من بني العرب وليقف على ورثة أمه الضائعة وذكريات لا تعاد. إنها دون أدنى شك مذكرات جديرة بالقراءة (بالإنجليزية أو الألمانية)! ![]() م/ن
__________________
![]() التعديل الأخير تم بواسطة صـــبا نـــجد ; 02-20-2014 الساعة 04:16 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]() ولدت السيدة سالمة في زنجبار بتاريخ 14 شعبان 1260 هـ / 28 أغسطس 1844 م من أم شركسية، وكانت ذات قرابة بأم ماجد الشركسية. وكانت ذات علاقة وطيدة مع أختها خولة، وهي التي كانت تحرضها ضد السيد ماجد رغم العلاقة القوية التي بينهما. وقد تورطت مع السيد برغش في محاولته الانقلاب بالحكم ضد أخيه السلطان ماجد. وعندما وضع السيد ماجد أخاه السيد برغش في السجن قبل معركة ماشوى عملت السيدتان خولة وسالمة على إطلاق سراحه وخططتا لهذا وقامتا بتهريبه إلى مقاطعة ماشوى حيث نظم الهجوم هناك ضد أخيه.ولم تكن هذه المعركة لتقع لولا مساعدة هاتين الأختين خولة وسالمة. وعند تقسيم تركة أبيها وتوزيعها حصلت السيدة سالمة على مقاطعة كيزيمباني وكان لها مثل أخوتها الآخرين بيت خاص عاشت فيه مع أخيها ومع جواريهما. وبعد وفاة أمهما عام 1859 بقيت في البيت وحدها وقد عاشت السيدة سالمة وحيدة مع أن عمرها لم يكن يزيد على ستة عشر عاما. واستمرت على هذا الحال بضعة سنوات حتى وقعت لها حوادث غير مرغوبة لها وقد دفعتها هذه الأحداث إلى الرحيل عن زنجبار بسرعة. وكتبت السيدة سالمة خطابا مثيرا جدا إلى قبطان الباخرة الإنجليزية هاي كلاير التي كانت في الميناء وعلى وشك الاقلاع وطلبت منه أن يسمح لها بالسفر على باخرته إلى عدن. هروبها إلى عدن ولما وصل خطابها للقبطان فكر في الأمر طويلا ثم قرر أن يأخذها معه في سفينته انقاذا لحياتها ورتب لها الوصول إلى الباخرة في وقت مبكر صباح اليوم التالي. وقد كانت زنجبار في ذلك الوقت تحتفل بعيد الربيع وفي اليوم التالي عند الفجر طلبت السيدة سلمى من جواريها اعداد رزوق صغير خفيف لتستحم بمناسبة العام الجديد. فأعدت الجواري الزورق واستقلته واندفعت به إلى البحر حتى وصلت إلى السفينة الإنجليزية فأنزل لها القبطان السلم في الحال ورفعت السفينة مرساها فورا. ولما رأتها الجواري صاعدة إلى السفينة حسبتها قد اختطفت فصرخن ولكن السفينة قد اقلعت بعيدا ولما وصلت إلى عدن نزلت منها السيد سلمى وبقيت فيها مدة. وقد كان في نفس الوقت الهر هنريك رويتي السكرتير الألماني لشركة هانسينج في زنجبار يحزم هو الآخر أمتعته وسافر إلى عدن حيث لحق بالسيدة والتقيا هناك ثم سافرا إلى سويا إلى هامبورج واستقرا معا هناك كزوجين. ولما توفى الزوج الألماني في 1870 م اشتغلت بالكتابة وتحولت إلى التأليف فكان كتابها الأول هو (مذكرات أمير عربية). استغلال الالمان لها: عندما بدأت الحكومة الألمانية في بسط نفوذها على هذه البلاد استغلت السيدة سلمى لتحقيق أطماعها وتثبيت سيطرتها على جزء من ممتلكات أبيها السيد سعيد. وأبلغت الحكومة الألمانية قناصل الدول في زنجبار بأن يطالبوا السيد برغش بأن يسلم للسيدة سلمى حقوقها في مقاطعات والدها وميراثها في أخوتها الذين ماتوا.ولكن السيد برغش كان يعطي ردودا مضللة ولا يجيب طلبها وقد ذكر أنها ليست أخته. وبعد مدة ظهرت خمس سفن حربية ألمانية في أغسطس 1885 ورست هذه السفن في ميناء زنجبار ولديها أوامر بإطلاق النار إذا لم تتلق استجابة للمطالب الألمانية. وهبطت السيدة سلمى مع أطفالها الثلاثة ومع الكومندور باشين وقدمت مطالبها إلى السيد برغش. وهذه المطالب هي: تسليمها اوساجارا وويتو ومبلغ عشرين ألف جنيه استرليني. دارت المفاوضات بين الأطراف المتنازعة وبعد قليل من المساومات وافق الكومندر على أن تحصل السيدة سلمى على مبلغ ستة آلاف جنيه استرليني وما كان السيد برغش يريد أن يعطيها أكثر من ستمائة جنيه استرليني فقط. ووافق السيد برغض أيضا على التنازل لها عن اوساجارا وويتو. قد حدث بعد يومين من هذا الاتفاق أن زال التهديد الألماني عن زنجبار ولم يعد الموقف يسمح بالقيام بأي اجراء بحري فبدأ الناس يتنفسون ورجع السيد برغش عن الاتفاق الذي سبق أن اضطر اليه. وبقيت السيدة سلمى في زنجبار أياما لم يسمح فيها السيد برغش للأهالي أن يستضيفوا السيدة سلمى أو يلقونها حتى انها قد وجدت البيوت كلها وقد أغلقت في وجهها وسدت البيوت من الداخل بالمزاليج وأغلقت النوافذ. وفاتها وإرثها عاشت هذه السيدة عمرا طويلا وفي عام 1922 وافقت حكومة زنجبار على منحها راتبا سنويا قدره مائة جنيه استرليني وقد ظلت تتقاضى هذا الراتب حتى وفاتها في فبراير عام 1924 م. وهي آخر من مات من بين أبناء السيد سعيد. ومن أولادها من يدعى رودلف سعيد رويتي وقد عاش في إنجلترا يعمل محاضرا في الجامعة لمادة التاريخ واشتغل بالتأليف وبخاصة في تاريخ عمان وفيما يتعلق بسيرة جده السيد سعيد وقد جاء إلى زنجبار في مارس 1930 م.
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]() بلا شك خسرت ربها وخسرت وطنها ودفنت في الغربة ضريبة لمن يتبع هوى النفس |
#4
|
||||
|
||||
![]() شاكره مرورك العطر
__________________
![]() |
![]() |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الساعة الآن 09:04 AM